نفاق أردوغان … مسيلمة الكذاب

يدعي أردوغان أن الهبوط في قيمة الليرة التركية نتيجة من نتائج العقوبات الأمريكية؟

لا يمكن إبعاد تأثير العقوبات الأمريكية على قيمة الليرة التركية، ففرض العقوبات على البضائع التركية المصدرة نحو الولايات المتحدة ساعدت على تدهور قيمة الليرة التركية، ولكن من يراقب عن كثب أسباب تدهور قيمة الليرة يلاحظ أن الليرة التركية تدهورت قبل العقوبات الأمريكية على تركيا وخاصة منذ بداية العام, وكان ذلك السبب الرئيسي لقيام أردوغان بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة خوفاً من تدهور الاقتصاد التركي نتيجة سياساته الاقتصادية الفاشلة، وبالتالي التأثير على شعبيته وخسارة حزبه في الانتخابات لو تم إجراؤها في موعدها الأصلي.

فليس من المنطق أن يقوم أردوغان بتعكير علاقاته مع الولايات المتحدة و يشهد انهيار اقتصاده (حيث فقدت الليرة التركية 40% من قيمتها منذ مطلع العام) من أجل القس الأمريكي إلا إذا كان يعمل على استغلال تلك القضية لصالحه.

حيث عمل أردوغان على الاستفادة من العقوبات الأمريكية:

إبعاد تهمة فشله الاقتصادي من خلال استغلال العقوبات الامريكية.

ربط تدهور قيمة الليرة التركية بالعقوبات الأمريكية.

استغلال العقوبات الأمريكية من خلال توجيه خطاباته نحو العالم الإسلامي وبأنه يواجه حرباً اقتصادية تشنها الولايات المتحدة عليه وبانه سلطان المسلمين الوحيد الذي يواجه دولة الكفر (الولايات المتحدة الأمريكية) وبالتالي زيادة شعبيته داخل تركيا وفي العالم الإسلامي.

استعطاف بعض الدول مثل دول الخليج لدعمه مالياً والتي ستخرجه من الأزمة نتيجة سياساته الفاشلة وبالتالي ظهوره كبطل إسلامي ضد الولايات المتحدة الأمريكية.

عاجلاً أم آجلاً سيقوم أردوغان بالإفراج عن القس الأمريكي بعد تحقيق مكاسبه، ومن ثم سيعمل على إعادة بناء علاقاته مع الولايات المتحدة، لإدراكه التام على عدم قدرته الاستمرار في السلطة بعيداً عن الولايات المتحدة.

ادعاء أردوغان بتضامنه المستمر مع القضايا الإسلامية والعربية:

أولاً- استغلال القضايا الإسلامية: ليس غريباً على شخص مثل أردوغان تشبيه نفسه كسلطان للمسلمين وبأنه يقف ضد المخططات الغربية مواصل اللعب على مشاعر المسلمين بخطاباته المناهضة لإسرائيل إلا أن أفعاله تنافي أقواله.

فقد نقلت وكالة “فرانس برس” عن أردوغان قوله: “إن إسرائيل بحاجة إلى بلد مثل تركيا في المنطقة. وعلينا أيضا القبول بحقيقة أننا نحن أيضا بحاجة لإسرائيل. إنها حقيقة واقعة في المنطقة…..وفي حال تم تطبيق إجراءات متبادلة بشكل صادق سنصل إلى تطبيع العلاقات لاحقا”.

خطاب أردوغان بأن القدس خط أحمر بالنسبة للمسلمين قبيل إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، متناسياً أن تركيا أول دولة إسلامية تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وذلك من خلال الإعلان عن وثيقة الاتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في 28/آب/2016 فقد جاء ضمن الوثيقة ما يلي ” لقد تم هذا الاتفاق بين انقرة والقدس” بدلاً من تل ابيب عاصمة إسرائيل آنذاك مما يعني اعتراف أردوغان بأن القدس عاصمة لدولة إسرائيل.

تلك الخطابات لا تؤثر على إسرائيل طالما حجم التبادل التجاري بين البلدين في تزايد مستمر، حيث بلغت المبادلات التجارية بين البلدين عام 2016 إلى 4.2مليار دولار، وارتفعت الصادرات التركية إلى إسرائيل في الربع الأول من عام2017إلى 20% والصادرات الإسرائيلية إلى تركيا 45%، وتعتبر إسرائيل إحدى أهم الاسواق التجارية بالنسبة لتركيا، كما تعتبر تركيا أكبر شريك تجاري لإسرائيل على مستوى العالم الإسلامي.

المتاجرة بالقضية الفلسطينية، فقد بين تقرير صادر عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، يفضح المتاجرين بالفلسطينيين وقضيتهم، حيث يبين التقرير أهم 20دولة داعمة للقضية الفلسطينية. اللافت للنظر عدم وجود اسم تركيا بين هذه الدول باستثناء المملكة السعودية و الكويت و الإمارات.

أردوغان أول رئيس مسلم يزور قبر هرتزل مؤسس الدولة اليهودية.

إسرائيل تمنع إصدار أي قرار ضد تركيا بالاعتراف بإبادة الأرمن.

تركية الدولة الإسلامية التي تُمارس فيها الدعارة بشكل رسمي، ولديها نقابة حكومية تنظم عمل الدعارة، ففي بداية أوائل عام 2018 كانت عائدات تركيا من تجارة الجنس 4مليارات دولار، وزاد عدد العاملين بهذا المجال خلال فترة حزب العدالة و التنمية بمعدل 220% محتلة بذلك المرتبة العاشرة بتجارة الجنس على مستوى العالم.

ثانياً- استغلال الخلافات الخليجية لصالحه: “تركيا التي لا تعترف بالعهود والمواثيق إلا بما يتناسب مع مصالحها الشخصية” فرغم العلاقات القوية بين تركيا و المملكة السعودية حيث وصل حجم التبادل التجاري بينهما عام 2017 إلى 8 مليار دولار، إلا أن تركيا قامت باستغلال الخلاف القطري الخليجي لصالحها وضربت بعلاقاتها مع المملكة عرض الحائط فبدل السعي لحل الخلافات بين الطرفين قامت تركيا بالتقرب من قطر الداعمة لجماعة الإخوان وبناء قاعدة عسكرية لها في قطر، رغم معارضة دول الخليج لها والذي ادى إلى زيادة الخلافات بين الطرفين. والجدير بالذكر عندما ظهرت بوادر الانفراج بين قطر و السعودية سارع أردوغان كعادته في النفاق بالإعلان عن رغبته بالتدخل لحل الخلاف القطر السعودي، إلا أن ذلك لم يحدث بعد أن علم بعودة الخلافات من جديد. مما يعني أن أردوغان كان يريد أن يظهر بمظهر الساعي لحل الخلاف بين الطرفين حتى لا يخسر شيئاً في حال حصول انفراج بين الطرفين والتقرب من المملكة من جديد.

كما أن الصراع الخليجي الإيراني وقيام دول الخليج وبدعم أمريكي من خلال التنازل عن مليارات الدولارات للولايات المتحدة لوقف التدخل الإيراني في شؤون المنطقة عن طريق العقوبات الاقتصادية، قابلها موقف تركي داعم لإيران و التفافها على العقوبات الأمريكية واستمرارها بعلاقاتها التجارية مع إيران (ملف رضا ضراب). رغم أن تركيا خذلت دول الخليج في الملف الإيراني ووقوفها إلى جانب إيران ضد العقوبات الأمريكية، ها هي الآن تطالب بوقوف الدول الخليجية إلى جانبها مادياً ضد العقوبات الأمريكية المفروضة عليها ولوقف انهيار عملتها.

ادعاء أردوغان بدعم الثورات العربية؟

أولاً- سوريا: يدعي أردوغان بدعمه للثورة السورية ومطالبته بإسقاط النظام ومحاسبته، إلا أن الحقيقة عكس ذلك فقد استغل أردوغان الأزمة السورية لصالحه وعلى حساب الشعب السوري من خلال:

استغلال الجماعات المسلحة لخدمة مصالحه، فبعد أن كانت الجماعات المسلحة تسيطر على اغلب المساحة السورية، ومن بينها مدينة حلب بدأت تلك المساحة تتراجع بانعقاد مؤتمرات آستانا واعتبار تركية إحدى الدول الضامنة في سوريا، حيث تقلصت المساحة على حساب ما يسمى بالمعارضة رغم ضعف قوات النظام و سيطرة تلك الجماعات على أغلب الأسلحة السورية بالإضافة إلى الدعم الخارجي، فبدأت بحلب باتفاق روسي تركي مروراً بالغوطة الشرقية والجنوب السوري وصولاً إلى إدلب. حيث انحصرت تلك المساحة في الشمال السوري (جرابلس و الباب و إدلب و أخيراً “عفرين”) بدلاً من محاربة النظام قامت تركيا بدفع مرتزقتها وبدعم من جيشها و بالتنسيق مع روسيا باحتلال عفرين.

أصبح الشمال السوري سوقاً لتصريف منتجاتها.

الاستفادة من رجال الأعمال السوريين وخاصة من مدينة حلب عن طريق منحهم الجنسية التركية حيث تم نقل أغلب المعامل و المصانع إلى تركيا و الاستفادة من خبراتهم ورؤوس الأموال لإنعاش الاقتصاد التركي.

الاستفادة من علاقاتها القوية مع تنظيم داعش الإرهابي بتهريب النفط وشرائه بأسعار زهيدة.

ضرب المشروع الديمقراطي في الشمال السوري وذلك باحتلال عفرين.

انخفاض وتيرة تصريحات أردوغان بما يتعلق بإسقاط النظام ومحاسبته واحتمالية عودة العلاقات التركية السورية من جديد.

ثانياً- مصر: تركيا الداعم الرئيسي لجماعة الإخوان، بعدما كانت العلاقات التركية المصرية قوية، عملت تركيا على زعزعة في مصر بسبب انتقال الحكم من جماعة الأخوان (مرسي) إلى السيسي من خلال دعم جماعة الإخوان المسلمين وتنفيذهم عمليات إرهابية والتي أدت إلى تدهور العلاقات التركية المصرية.

وغيرها الكثير من القضايا والملفات التي يظهر فيها نفاق أردوغان، فلا فرق بينه وبين مسيلمة الكذاب سوى أنه لا يدعي النبوة.

زر الذهاب إلى الأعلى